ينام المتنيون على معلومات تفيد بأن النائب في تكتل لبنان القوي الياس بو صعب لن يترشح الى الإنتخابات النيابية المقبلة لأسباب تتعلق بأعماله في الخارج، ومن ثم يستفيقون على تسريبات تفيد بأنّه عاد وقرر خوض المعركة الإنتخابية ومن دون أي تغيير يُذكر، أيّ بمعنى آخر أنه سيخوضها على لائحة التيار الوطني الحر.
حقيقة هذه التسريبات والتسريبات المضادّة التي لا يردّ عليها بو صعب لا سلباً ولا إيجاباً، لا تعليقاً ولا تسريباً، لها حدود زمنيّة سقفها يوم الجمعة المقبل وتحديداً بعد الإجتماع المقرر للهيئة السّياسية في التيار الوطني الحر مع المرشحين المحتملين للإنتخابات النيابية. في الإجتماع المذكور، ستحسم قيادة التيار وبشكل نهائي لا رجوع عنه مرشحّي التيار المعتمدين الى الإنتخابات النيابية المقبلة، وسيُعرف إذا كان بو صعب سيترشح الى الإنتخابات أم لا. ترشيحه أساسي ومهم جداً في المتن الشمالي كونه يؤثّر على مسار المنازلة الإنتخابية بين التيار والقوّات اللبنانية.
فإذا عزف بو صعب عن الترشّح تصبح المواجهة بين التيار والقوّات مباشرة على المقعد الكاثوليكي الوحيد في الدائرة، والذي رشحت عنه القوّات الوزير السابق ملحم الرياشي ويشغله من التيار اليوم النائب إدي معلوف. لماذا؟.
لأن خروج بو صعب من المعركة سيجعل معركة التيار بشكلٍ أساسي على المقعد الماروني الذي يشغله النائب ابراهيم كنعان وعلى المقعد الكاثوليكي الذي يشغله معلوف، بينما إذا بقي بو صعب، يمكن للتيار ألا يرشّح معلوف وأن يركز بشكل أساسي على مقعدين، ماروني وأرثوذوكسي، وفي أحسن الأحوال إذا شعر بأن وضعه الإنتخابي جيّد ولم تتراجع أصواته كثيراً بفعل التغيّرات السياسية وإنتفاضة 17 تشرين الأوّل 2019 وما تلاها من إنهيار، عندها يضع نصب عينيه مقعداً مارونياً ثانياً قد يفوز به بالكسر الأعلى.
إذا عزف بو صعب عن الترشح سيكون التيار مضطراً الى خوض المنازلة المباشرة مع القوات على ملعب المتن، الذي يعرفه العونيون جيداً منذ معركة غبريال وميرنا المر في العام 2002، مروراً بدورتي العام 2005 و2009 وصولاً الى دورة العام 2018، كلّ ذلك من دون أن ننسى فرعيّة العام 2007 التاريخيّة بين مرشح التّيار كميل خوري والرئيس الأسبق أمين الجميل.
سيناريو عزوف بو صعب، سيجعل التّيار يضع كل ما لديه من قوّة لتجيير أصوات الى النائب إدي معلوف بهدف كسر مرشح القوّات (أيّالرياشي) الذي يملك أصواتاً تفضيليّة تقدر بـ10 آلاف صوت، هذا إذا بقي وضع القوّات على ما كان عليه، وإذا أضفنا الى الأصوات التفضيلية الـ8922 التي حصل عليها إدي أبي اللمع الـ1030 صوتاً التي نالتها جيسيكا عازار التي ترشحت على لائحة القوات عام 2018 ولن تعيد الكرة ثانية في العام 2022.
من جهته، بين الأصوات التي نالها كنعان وبو صعب ومعلوف، وبين العونيين الذين صوّتوا للنائب السابق غسان مخيبر كونه كان على لائحة التيار، كان للأخير حوالي 22 ألف صوت في العام 2018. حكماً تراجعت أصواته، ولكن مهما كان حجم التراجع لن يكون من الصعب عليه خوض معركة معلوف ضد الرياشي وتجيير أكبر عدد ممكن من الأصوات التفضيليّة لمرشّحه كي يؤمّن له الفوز على الرياشي، علماً أن معلوف نال في العام 2018، 5961 صوتاً تفضيلياً، أي بفارق 2961 صوتاً عن الرقم الذي ناله مرشح القوات. إذا وصلنا الى هذا السيناريو، يمكن للتيار تجيير الأصوات المطلوبة لمعلوف حتى ولو ترك فقط لكنعان حوالي 5000 صوت، الأمر الذي سيؤمّن له فوزه على إعتبار أن ما من مرشح ماروني في المتن بإستثناء سامي الجميل، بإمكانه أن يحصل على أكثر من 5000 آلاف صوت وعلى إعتبار أن في المتن 4 مقاعد للموارنة، ومهما كانت الأصوات التي سيحصل عليها كنعان سيفوز، كل ذلك إذا قبل كنعان بهذا السيناريو. عندها، إذا كانت القوات اللبنانية قد أمّنت الحاصل الإنتخابي للائحتها وهو أمر سهل عليها، سيذهب المقعد الذي ستفوز به لصالح رازي الحاج أو أي مرشح آخر على اللائحة لا لصالح الرياشي إذا حصل معلوف على أصوات أكثر منه.
إذا وصلنا الى هذا السيناريو وعزف بو صعب، ستكون معركة إدي معلوف معركة جبران باسيل شخصياً لا بل معركة الرئيس ميشال عون الّذي قد يكرّر مقولته الشهيرة "أنا شامل وشامل أنا" مستبدلاً إياها بـ"أنا أدي وإدي أنا"؟.